موقف منظمة أحدوت (الوحدة) الأناركية الشيوعية فى اسرائيل/فلسطين من النضال الفلسطيني

24/05/2021

تمكن المشروع الكولونيالي الصهيوني, برعاية القوى الامبريالية و في خدمتها, من الاستيلاء على فلسطين. و حاول دائمابكل قوته أن يرحل جماهير السكان الأصليين خارج المنطقة التي يحكمها, أو على الأقل تجميعهم في جيوب محاصرة.
قسم من الشعب الفلسطيني نجا من محاولات طرده و أصبحوا مواطنين في دولة إسرائيل, يعانون من التمييز بالقانون و الممارسة العرفية. لم توقف دولة إسرائيل يوما إجراءاتها الهادفة إلى تجريدهم من أراضيهم. مؤخرا تركز هذه الإجراءات على خطة برافر في النقب, التي تستحضر خطة تهويد الجليل في السبعينيات, و أحداث يوم الأرض (30 مارس 1976).

قسم آخر من الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 يعيش بمعظمه تحت الحكم العسكري. حيث تتمتع السلطات العسكرية الإسرائيلية بحرية أكبر بكثير في ترحيل السكان الفلسطينيين أو تجميعهم في جيوب معزولة مما تملك داخل أراضي إسرائيل نفسها. إضافة إلى استيلائها بالتدريج على معظم أراضي الفلسطينيين, تعيق إسرائيل تطور الفلسطينيين الاقتصادي الفردي و الجماعي, و تحرمهم من حرية الحركة و التجمع و التعبير, و تقمع بأساليب مختلفة مقاومتهم للاحتلال و الاستيطان الجاريين. لكن يجب أن نذكر أنه لا يوجد في فلسطين اليوم اقتصادين منفصلين: فلسطينيو مناطق 48 مندمجون بالكامل في الاقتصاد الإسرائيلي – كعمال يتعرضون للتمييز في الأجور و كسكان لبلدات و قرى تعاني من ضعف التنمية, كما أن قسما مهما من فلسطينيي الضفة الغربية يعملون عند أصحاب عمل إسرائيليين أو في شركات أعمال محلية تبيع منتجاتها إلى السوق الإسرائيلي – إما في مشاريع المستوطنات في الضفة الغربية أو في أراضي إسرائيل نفسها.

 
معظم الفلسطينيين الذين طردوا من أراضيهم و أولادهم, إضافة إلى كثيرين ممن نجوا من موجات التهجير و الطرد المتعاقبة, يعيشون اليوم كلاجئين أو كنازحين داخليين – سواء في المناطق التي احتلت عام 1948 أو 1967 أو في البلدان المجاورة.

 
عبر السنين, قاوم الفلسطينيون محاولات تهجيرهم و قمعهم و استغلالهم. اتخذت هذه المقاومة أشكالا مختلفة في أماكن وجودهم المختلفة : أحيانا عبر المظاهرات, أحيانا بشكل رمزي, أحيانا عن طريق الفعل المباشر, مسلحة أحيانا, و أحيانا لاعنفية, و أحيانا عنيفة لكن دون استخدام السلاح. معظم أعمال المقاومة هذه لم تشهد تعاونا مع الإسرائيليين المعارضين للسياسة الصهيونية, لكن بعضها بدأ يشهد مثل هذا التعاون مع هؤلاء الناشطين. المقاومة متعددة الجوانب للجماهير الفلسطينية الكادحة نجحت عبر تلك السنين في تأخير و الحد من عمليات الاستيلاء النهائي على فلسطين, لكنها للأسف لم تتمكن من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

 
إننا لا نشارك الوهم الذي يستحوذ على بعض القطاعات من الجماهير الكادحة الفلسطينية و الإسرائيلية بأنه يجب القبول « بحل الدولتين » بسبب الوضع المؤسف الحالي. لقد جرت الدعوة (و الترويج) لفصل فلسطين إلى دولتين لقرابة مائة عام من قبل قوى عالمية, منها بريطانيا, فرنسا, الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي. و كان ذلك جزءا من تدخلهم المستمر في الشرق الأوسط الذي حكم على هذا الشرق بالأنظمة الاستبدادية, و الكراهية الإثنية (العرقية) و الدينية, و الحروب, و إعاقة التطور السياسي و الاقتصادي الذي يحلم به سكان المنطقة. إن إقامة دولة فلسطينية, سواء قامت على 15 % أو 25 % من أراضي فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني, لن تحل المشاكل الرئيسية للبلاد, و بالتأكيد لن « تنهي » النزاع : في أحسن الأحوال, ستكون صفقة تسوية بين النخبة الرأسمالية الإسرائيلية و نظام السلطة الفلسطينية المتعاون معها, حيث سيحتاج الوكلاء المحليون للتعاون فيم بينهم ليقمعوا و يستغلوا الجماهير الفلسطينية مباشرة لمصلحتهم و لصالح القوى الخارجية.

 
صحيح أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967 سيفرمل عمليات الاستيلاء على الأراضي و اضطهاد الفلسطينيين الذين يعيشون هناك على يد القوات الإسرائيلية. و يفترض أيضا أن يحد من التوتر و الصدامات بين سكان الضفة الغربية و قطاع غزة مع القوات الإسرائيلية و المستوطنين, و أيضا من الهجمات الإسرائيلية العسكرية, التي تلهب الكراهية على نطاق واسع و تقوي القومية سواء بين المحتلين أو من يحتلهم. انسحاب كهذا سيجعل من الممكن أيضا عودة محدودة للاجئين إلى أراضي السلطة الفلسطينية.


لكن المعاهدة التي ستؤدي لإقامة دولة فلسطينية ستمنح أيضا الشرعية الدولية لإسرائيل و لاحتلالها للأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1948 و للنكبة – أي الاستيلاء على أراضي مئات الآلاف (الذي أصبحوا يعدون بالملايين) و اقتلاعهم من أرضهم و طردهم بعيدا عنها. و معاهدة كهذه ستقوي أيضا الفصل السياسي و الاقتصادي بين جزئي البلاد, التي يوجد في كليهما سكان فلسطينيون, إضافة إلى الفصل بين السكان الفلسطينيين و اليهود. سيعيق هذا النضال من أجل نهاية عادلة للمواجهة الحالية مع الحركة الصهيونية – التي يشكل الكادحون الفلسطينيون ضحيتها الاساسية, لكن التي تتسبب أيضا بالضرر بأشكال مختلفة للكادحين اليهود في إسرائيل. طالما لم يعد اللاجئون و لم يستعيدوا ما سرق منهم, و طالما بقي النظام الإسرائيلي الصهيوني القومي – الذي يستثني الفلسطينيين و يمارس التمييز ضدهم و يضطهدهم – لن تكون هناك « نهاية للنزاع ».


قطاعات أخرى من الكادحين, خاصة بين الفلسطينيين, تؤيد إقامة دولة ديمقراطية واحدة لكل سكان فلسطين و إسرائيل.
إذا أسست دولة ديمقراطية واحدة, فإنها ستوفر حقوقا مدنية متساوية لكل مواطنيها, و ستضع نهاية للتمييز الرسمي و الممنهج ضد الفلسطينيين. و سيكون احتمال عودة اللاجئين أكبر. أيضا فإن إقامة مثل هذه الدولة سيتطلب تفكيك دولة إسرائيل و السلطة الفلسطينية الي يشكل تحد لأهداف القوى الامبريالية. إذن فإن هذا البرنامج يقوم على أساس الأمل و ليس على اليأس أو الاستسلام للنظام السياسي القائم.


لكن هذا الأمل خادع, لأنه طالما لم تهزم النخبة الرأسمالية الصهيونية التي تحكم إسرائيل, فإن الدولة الوحيدة القابلة للوجود هي الدولة القائمة بالفعل. حتى إذا نجحت محاولة إقامة دولة ديمقراطية واحدة دعونا لا ننسى أن الدول عموما, و الدول الديمقراطية خاصة, هي أشكال سياسية تنشئها و تحافظ عليها طبقات أقلية حاكمة, للحفاظ على منظومات الاضطهاد و الاستغلال في العلاقات الاجتماعية. تتغير طبيعة الاضطهاد و الاستغلال و تصبح أكثر تعقيدا في الدول الأكثر تطورا, لكن طبيعتها الأساسية لا تختفي و لا حتى للحظة. في دولة كهذه يمكن للكادحين الفلسطينيين و اليهود أن يتطلعوا للعيش في مجتمع مثل مجتمع جنوب أفريقيا اليوم, حيث تملك قلة صغيرة من الرأسماليين البيض و شركاءهم الأصغر من غير البيض معظم وسائل الإنتاج و الأرض, و حيث تتمتع الشركات متعددة الجنسيات بحرية هائلة في العمل.


إننا نعيد التأكيد على الاستنتاج الذي انتهى إليه من سبقونا في النضال : إن هزيمة الطبقة الحاكمة الرأسمالية الصهيونية و مشروعها الكولونيالي و الاستيطاني يتطلب ثورة اجتماعية عارمة, ليس مجرد ثورة سياسية بل تحول في علاقات الإنتاج و كل العلاقات الاجتماعية الرئيسية الأخرى. أكثر من ذلك, من المنطقي أن نفترض أن مثل هذه الثورة ستكون ممكنة فقط على نطاق المنطقة, في عدة بلدان متجاورة في نفس الوقت و ليس فقط في فلسطين و إسرائيل بشكل منفصل. فقط نحول كهذا سيجعل من الممكن إقامة مجتمع لاسلطوي متحرر من الاستغلال, حيث ستسود الحرية و المساواة و الإخاء حقا, و ستختفي الكراهية القومية المتراكمة.


إلى جانب كل ما قيل سابقا, نريد أن نذكر بما هو واضح للجميع : أننا سنشارك, كمنظمة و كأفراد, إلى جانب فلسطينيي الضفة و الناشطين من إسرائيليين و غيرهم, في النضال اليومي ضد كل مظاهر الاحتلال و الاضطهاد في الأراضي المحتلة عام 1967, و أننا سندعم و نتعاون بأقصى ما نستطيع مع نضال سكان غزة ضد العدوان الإسرائيلي و الحصار الإسرائيلي – المصري, و أننا سنبقى ناشطين داخل أراضي 48 ضد التمييز ضد الكادحين الفلسطينيين, و اضطهادهم و الاستيلاء على أراضيهم, ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية.

منظمة أهدوت

In Hebrew / : http://cnt-ait.info/2021/05/23/ahdut-he/ في العبرية

In French / بالفرنسية : http://cnt-ait.info/2021/05/23/ahdut-fr/

In English / بالإنجليزية : http://cnt-ait.info/2021/05/23/ahdut-en/ Catégorie : ARABE / العَرَبِيَّةُ, ISRAEL/PALESTINE

3 commentaires sur موقف منظمة أحدوت (الوحدة) الأناركية الشيوعية فى اسرائيل/فلسطين من النضال الفلسطيني

  1. Ping : Position de l’organisation anarchiste Ahdut – AL Wihdeh (unité) sur la lutte palestinienne – Actualité de l’Anarchosyndicalisme
  2. Ping : Anarcho-Communist Ahdut – Al Whideh Position Paper About the Palestinian Struggle – Actualité de l’Anarchosyndicalisme
  3. Ping : עמדת הארגון ביחס למאבק הפלסטיני – Actualité de l’Anarchosyndicalisme

http://cnt-ait.info/2021/05/23/ahdut-ar/

Laisser un commentaire